الخميس 06 تشرين ثاني , 2025 03:57

كتاب: دور وسائل الإعلام في بناء منظور جديد لهويّة الثّورة الإسلاميّة

السيد علي الخامنئي

يتناول كتاب "دور وسائل الإعلام في بناء منظور جديد لهوية الثورة الإسلامية – مع التأكيد على آراء الإمام الخامنئي" دور الإعلام في تشكيل الهوية الثقافية والسياسية للمجتمعات، من خلال نموذج الثورة الإسلامية في إيران، ورؤية الإمام الخامنئي لهذا الدور.

مقدمة الكتاب

ينطلق الكتاب من فرضية أساسية مفادها أن وسائل الإعلام الحديثة أصبحت القوة الأبرز في تشكيل وعي الشعوب وهوياتها، وأنها قادرة إما على حماية القيم الثقافية أو تهديدها. ويبحث المؤلفان في كيفية توظيف الإعلام لخدمة هوية الثورة الإسلامية وضمان استمراريتها في مواجهة الغزو الثقافي الغربي.

الإطار النظري

يتناول الكتاب مفهوم الهوية كإحساس جمعي بالانتماء والمعنى، ويتقاطع مع نظريات علم الاجتماع والإعلام الحديثة. فالهوية، وفق التحليل، ليست ثابتة بل تُعاد صياغتها عبر الخطاب الإعلامي. ومن هنا يبرز دور الإعلام كعامل أساسي في صناعة الوعي الجمعي وإعادة إنتاج القيم.

ويعرض المؤلفان أبرز النظريات الإعلامية مثل:

- نظرية الغرس الثقافي (غيربنر) التي ترى أن الإعلام يزرع قيماً واتجاهات في وعي الجمهور على المدى الطويل.

- نظرية القوّة الناعمة (جوزيف ناي) التي تعتبر الإعلام أداة مركزية لبسط النفوذ السياسي والثقافي.

- نظرية أدورنو وهوركهايمر التي تنتقد تحوّل الإعلام إلى وسيلة تجارية تُخضع الإنسان لمنطق الاستهلاك والرأسمالية.
ويقارن الكتاب بين هذه المقاربات والرؤية الإسلامية التي توازن بين الانفتاح والحذر.

الإعلام في فكر الإمام الخامنئي

يركز المؤلفان على أن الإمام الخامنئي ينظر إلى الإعلام كـ"سلاح ذو حدين":
فهو أداة بناء إذا استُخدم لترسيخ القيم، ونشر العدالة والمعرفة، وإحياء الروح المعنوية؛
وهو أداة هدم إذا خضع لهيمنة الغرب وثقافة الاستهلاك.

ويؤكد الإمام على ضرورة امتلاك الإعلام الإسلامي لمشروع فكري مستقل، ومهارة في إدارة الخطاب، وقدرة على مواجهة التضليل، مع توظيف التقنيات الحديثة لبناء وعي شبابي مقاوم للغزو الثقافي.

الهوية الثورية الجديدة

يشير الكتاب إلى أن الثورة الإسلامية أفرزت نمطاً جديداً من الهوية قائمًا على الإيمان، والاستقلال، والالتزام بالمبادئ، ومناهضة الظلم.
ويرى المؤلفان أن الإعلام الثوري يجب أن يُعيد إنتاج هذه الهوية في الجيلين الثالث والرابع للثورة، عبر تعزيز روح الالتزام، وتحفيز المعرفة، واستثمار القوة التكنولوجية لخدمة مشروع المقاومة.

التحديات والفرص

يتوقف الكتاب عند المخاطر المرتبطة بوسائل الإعلام الحديثة، مثل:

- الهيمنة الثقافية الغربية عبر "العولمة الاتصالية".

- تزييف الوعي من خلال الشبكات الاجتماعية.

- تفكك الهوية الدينية والقومية بفعل الإفراط في الاستهلاك المعلوماتي.

في المقابل، يطرح فرصًا كبيرة لبناء "منظور إعلامي إسلامي" جديد، يستثمر الفضاء الافتراضي في نشر الوعي، وتعزيز الأخلاق، ومقاومة الحرب الناعمة، دون الانعزال عن العصر أو التقليل من منجزاته العلمية.

الخاتمة

يخلص الكتاب إلى أن الإعلام ليس خصمًا للثورة، بل ميدانها الجديد. فالمطلوب ليس الانغلاق أمام الأدوات الحديثة، بل تحويلها إلى أدوات تعبّر عن هوية الأمة الإسلامية وتدافع عن قيمها.
وبهذا يصبح الإعلام، في فكر الإمام الخامنئي، وسيلة لبناء الإنسان المؤمن، والمجتمع المقاوم، والدولة العادلة.

لتحميل الكتاب  من هنا


الكاتب: غفار زارعي وسعيد سعيديان




روزنامة المحور