يعتبر هذا المقال الذي نشرته صحيفة هآرتس وترجمه موقع الخنادق الالكتروني، أن عمليات المقاومة الفلسطينية في القدس المحتلة وقطاع غزة وعمليات القوات المسلّحة اليمنية بـ 08/09/2025، كانت يوماً دموياً آخراً يذكّر الإسرائيليين بأن نتنياهو قد فشل بصفته "السيد أمن". مضيفاً بأنه في عهد حكومة نتنياهو قُتل من الإسرائيليين أكثر مما قُتل في أي حكومة إسرائيلية أخرى منذ سبعينيات القرن الماضي. مستخلصاً بأن حجم الكارثة التي جلبتها هذه الحكومة على إسرائيل يصعب استيعابه، وفي الوقت ذاته يستحيل تجاهله.
النص المترجم:
بعد أقل من شهر، ستحلّ الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر، أسوأ يوم في تاريخ الدولة العبرية. وكل يوم من الأشهر الثلاثة والعشرين الماضية كان يوماً من الحرب في إسرائيل، في غزة، وفي مناطق أخرى من الشرق الأوسط. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومروّجوه في الإعلام الإسرائيلي والأميركي يميلون إلى تصوير هذه الحرب زوراً كأنها نجاح عظيم.
لكن يوم الاثنين كان واحداً من تلك الأيام التي تأتي كتذكير مرير: هذه الحكومة فشلت بالكامل في مهمتها الأهم، وهي توفير الأمن وحماية الدولة.
إليكم سريعاً أبرز عناوين ذلك اليوم: في القدس، قُتل 6 مواطنين وأصيب العشرات في هجوم مسلّح؛ في غزة، قُتل 4 جنود شبّان بعدما تمكنت حماس من إلقاء عبوة ناسفة داخل دبابتهم؛ وفي أقصى جنوب البلاد، دوّت صفارات الإنذار عدة مرات بعد إطلاق الحوثيين مسيّرات وصواريخ من اليمن، وذلك بعد يوم واحد فقط من إصابة إحدى المسيّرات مطار إيلات الدولي.
من السهل تخيّل ما كان سيقوله ويفعله نتنياهو لو حدث يوم كهذا في عهد أحد أسلافه. كان سيهاجم الحكومة لخيباتها على جبهات متعددة، ويزمجر بأن الدم اليهودي صار أرخص من الماء، ويدعو إلى تظاهرات ضخمة لإجبار رئيس الحكومة على الاستقالة.
هذا بالضبط ما فعله خلال فترة حكومة نفتالي بينيت التي استمرت سنة واحدة بين 2021 و2022، والتي واجهت بدورها أحداثاً إرهابية صعبة، لكنها لم تقترب بأي حال من مستوى الفشل والانهيار الأمني الراهن.
في ظل هذه الحكومة، قُتل من الإسرائيليين أكثر مما قُتل في أي حكومة أخرى منذ السبعينيات، حين قادت غولدا مائير البلاد خلال حرب يوم الغفران. وللمقارنة: خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين اللتين امتدتا معاً لأكثر من عقد من الزمن، قُتل نحو 1300 إسرائيلي في حوادث مرتبطة بالعمليات. أما في عهد الحكومة الحالية، التي لم تُكمل ثلاث سنوات، فقد تجاوز عدد القتلى المماثلين 2000.
يحاول نتنياهو أن يلهي الإسرائيليين عن سلسلة الإخفاقات اللامتناهية التي يشرف عليها من خلال تسليط الضوء على "استعراضات تكتيكية" لا تؤثر في الواقع. فقبل دقائق من إعلان الجيش مقتل الجنود، أصدر بياناً صاخباً عن "إسقاط أبراج غزة... كل هذا مجرد مقدمة"، بينما كانت الغارات الإسرائيلية تسوي مباني سكنية بالأرض في مدينة غزة وترفع حصيلة القتلى.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، احتفل نتنياهو أيضاً بضربات جوية إسرائيلية ضد الحوثيين، التي—تبيّن خلال اليوم التالي – أنها لم توقف إطلاقهم للمسيّرات والصواريخ على إسرائيل.
وبينما يستمر كل ذلك، ما زال هناك 48 أسيراً إسرائيلياً بيد حماس، وهو فشل هائل قائم بذاته، يتحمل نتنياهو شخصياً مسؤولية إطالة أمده ورفض حله. إن عمق الكارثة التي جرّتها حكومته على إسرائيل يصعب استيعابه، وفي الوقت ذاته يستحيل تجاهله.
المصدر: هآرتس
الكاتب: غرفة التحرير