لطالما كان أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني"، قبل سقوط نظام الرئيس الأسد، يحاول الترويج لنفسه على أنه "الفاتح" الجديد فب منطقتنا، الذي سيحرّر دمشق كبداية من أجل تحرير فلسطين والقدس، وأن "قضية فلسطين المؤلمة هي التي دفعتني إلى طريق الجهاد." كل هذا كان قبل الوصول الى السلطة، لأن ما بعده مختلف بشكل جذري.
رسمياً: وزير خارجية حكومة الجولاني يلتقي وفد إسرائيلي في باريس…
— ???????????? (@TNT_arabic) August 20, 2025
???????? وتذكّروا أن الجولاني نفسه كان يقول: "قضية فلسطين هي التي دفعتني للجهاد"!
جماعة باعت دماء السوريين والمتاجرة بقضية فلسطين مقابل حفنة دولارات واعتراف من الصهاينة. كل خطابهم عن "الجهاد" و"الكرامة" انكشف اليوم أنه… pic.twitter.com/3Gvydw2aHP
فسوريا التي لم يوقع رؤسائها حافظ وبشار الأسد منذ أكثر من نصف قرن على أي اتفاق استسلام وتطبيع، كغيرهم من الدول العربية، قام أحمد الشرع بتسليم سوريا والجولان المحتلّ الذي تعود أصوله إليه الى كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتناسى القضية الفلسطينية والمآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، كُرمى لعين الرئيس الأمريكي ترامب ومن يدعمه من ملوك العرب وفي مقدمتهم محمد بن سلمان.
???? من الذاكرة...
— رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) April 18, 2025
كلمة الجولاني حول فلسطين عام 2015. pic.twitter.com/JtlUmW4CUt
وما كان يسرّب إعلامياً عن لقاءات تُعقد بالسر بين ممثلي سلطة الشرع وكيان الاحتلال الإسرائيلي، أعلنته منذ أيام الوكالة السورية الرسمية للأنباء سانا، حيث جاء في خبرها: "التقى وزير الخارجية والمغتربين، السيد أسعد حسن الشيباني، اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، وفداً إسرائيلياً لمناقشة عدد من الملفات المرتبطة بتعزيز الاستقرار في المنطقة والجنوب السوري.
وتركزت النقاشات حول خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق 1974.
وتجري هذه النقاشات بوساطة أمريكية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها".
وما لم تفصّله سانا، كشفه موقع "أكسيوس" الأميركي، الذي قال بأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر هو الذي التقى مع الشيباني، في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك
وكان من المقرر أن يلتقي الوزيران في 14 أب / أغسطس الماضي، لكن اللقاء تأجل إلى هذا الأسبوع، بحسب ما نشره الموقع الأمريكي، الذي أضاف بأنه كان من المقرر البحث أيضاً حول اتفاقية تسمح لإسرائيل بتقديم مساعدات للدروز في محافظة السويداء جنوبي سوريا، عبر فتح ممر إنساني من فلسطين المحتلة. ونقل الموقع عن مسؤول أميركي ومسؤولين إسرائيليين، قولهم أن الاتفاق بين سوريا وإسرائيل بشأن الممر، "من شأنه أن يساعد في إصلاح العلاقات، وربما إعادة بناء الزخم وراء الدفع الأميركي لاتخاذ المزيد من الخطوات نحو التطبيع المحتمل للعلاقات في المستقبل (في إشارة الى أحداث السويداء وما حصل خلالها من عدوان إسرائيلي على سوريا).
الجولاني يزيد من تهشيم صورته
وبالفعل، جراء هذا التطور وما سبقه وما سيتبعه من تطورات، يزيد أحمد الشرع الجولاني من تهشيم صورته عند الكثيرين من شعوب الدول العربية والإسلامية، بفعل التناقض الكبير في مواقفه ما بين قبل السلطة وما بعدها، وبسبب واقع المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، التي أُجريت في فرنسا وأذربيجان والإمارات (وهناك الكثير من التداول حول اجتماعات مباشرة ذات طبيعة أمنية واستخباراتية جرت بين الطرفين في أماكن أخرى من بينها دمشق وحتى في فلسطين المحتلة).
هذه المفاوضات لا تكشف نفاق الجولاني فحسب، بل تكشف أيضًا عن استعداده لخيانة القضايا ذاتها التي أقسم يومًا على دعمها – مثل فلسطين، وتحرير المنطقة من قوى الاستعمار الغربي، فيما هو اليوم يتزلّف ويخضع لإسرائيل وللقوى الغربية لكي تبقيه في الحكم.
???????? بعد أن تعلّق الفلسطيني الغزاوي بأمل نصرة الجولاني في سوريا لغزة، اكتشف الحقيقة المرّة!????
— محمد الأهوازي ابوهادي ???????????????? (@Momhmd58421585) December 13, 2024
خلال يومين من حكم الجولاني عميل اسرائيل ، توغلت إسرائيل 20 كم في الجولان دون أن ينطقون ببنت شفة.
اكتشف ان شعارات اصدقاء كاذبة و اعترف بخيانة التكفيريين للقضية الفلسطينية ???????????? pic.twitter.com/VUqxKuzgm8
وتأتي هذه الاكتشافات الصادمة حول حوار الجولاني مع إسرائيل في وقتٍ تُستنزف فيه غزة تحت نيران القصف، وتُحاصر وتُجوع. فبينما يُقتل الأطفال الفلسطينيون يوميًا، وتُصارع حركات المقاومة بأرواحها، يجلس الجولاني أو ممثليه أمام المسؤولين الإسرائيليين، يُساوم على سيادة سوريا وعن الموقف من فلسطين مقابل الجائزة الوحيدة التي يتوق إليها قبل كل شيء: الحفاظ على حكمه.
الكاتب: غرفة التحرير