الجمعة 08 آب , 2025 01:34

بطاقة هدف: المعهد البيولوجي في نس تسيونا

المعهد البيولوجي الإسرائيلي- تل أبيب

يقع المعهد  البيولوجي (Israel Institute for Biological Research – IIBR) في مدينة نس تسيونا، إلى الجنوب من تل أبيب، ويُعد منشأة ذات طابع أمني وعلمي مزدوج، خاضعة مباشرة لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما يجعله أحد المراكز ذات الحساسة الفائقة في البنية العسكرية الإسرائيلية.
 أهمية الهدف

تكمن أهمية المعهد البيولوجي في كونه مركزًا استراتيجيًا لأبحاث الأسلحة البيولوجية والكيميائية، ويُعد القلب العلمي لأي برامج سرّية قد يمتلكها الكيان المؤقت في هذا المجال.

يمثل المعهد حجر الأساس في الردع البيولوجي الإسرائيلي، ويُشتبه بأن جزءًا من أعماله يشمل تطوير وسائل هجومية (مثل السموم وغازات الأعصاب) إلى جانب الوسائل الدفاعية، مثل إنتاج لقاحات تجريبية ضد تهديدات غير تقليدية.

تنبع أهميته من كونه:

- منشأة عسكرية – بحثية ذات طابع سري.

- حلقة الوصل بين جيش الاحتلال وأجهزة الأمن في مجال الحرب البيولوجية.

- جزء من منظومة الردع الاستراتيجي غير التقليدي.

الوظيفة

- تطوير منظومات بيولوجية دفاعية وهجومية (اللقاحات، المضادات، السموم، غازات الأعصاب...).

- العمل كمركز أبحاث للتجهيز لحروب بيولوجية أو حالات الطوارئ الجماعية.

- توفير الدعم العلمي لمشاريع مرتبطة بالأمن القومي الإسرائيلي.

- التعاون غير المُعلن مع وحدات من الموساد والجيش في قضايا تتعلق بالمواد البيولوجية السامة.

الأجهزة والمكونات

- وحدات سرّية معزولة لتجارب الجراثيم والفيروسات المعدّلة جينيًا.

- مختبرات من الفئة BSL-4 المخصصة للأبحاث على أخطر العوامل البيولوجية.

- أنظمة تحكّم وتحليل بيولوجي مؤتمتة.

- أنظمة اتصالات مغلقة متصلة مباشرة بمراكز القيادة العسكرية.

- قاعدة بيانات بيولوجية استراتيجية لا تخضع للرقابة الدولية.

ويُرجّح أن المعهد يمتلك بنية تحتية محصنة تحت الأرض، تشمل غرف عمليات وتجارب يمكن أن تعمل في ظروف حرب بيولوجية.

 الحجم والموقع

يمتد المعهد على مساحة شاسعة جنوب تل أبيب، ويُصنّف كموقع حساس لا يُسمح بدخوله إلا لحملة تصاريح أمنية عالية المستوى. بعض مبانيه محصّنة جزئيًا، كما تشير صور الأقمار الصناعية إلى وجود مكونات تحت الأرض.

 الاستهداف وتاريخه وتأثيره

خلال عملية "الوعد الصادق 3" التي نفذّتها القوات المسلحة الإيرانية ردًا على العدوان الإسرائيلي الأمريكي على إيران، وفي الموجة ال 20 أعلن المتحدث باسم حرس الثورة الإسلامية العقيد إيمان تاجيك، في بيان أنه تم استهداف “المركز البيولوجي للأبحاث التابع للجيش الإسرائيلي، ومطار بن غوريون الدولي، ، وقواعد الدعم اللوجستي العسكرية، ومراكز القيادة والسيطرة بمستوياتها المختلفة”.

وأضاف البيان، إن قوات الحرس الثوري استخدمت صواريخ بعيدة المدى بوقود صلب وسائل، ومزودة برؤوس حربية شديدة التدمير، وذلك وفق تكتيكات هجومية جديدة تهدف إلى اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

التأثير والدمار

-تفيد تقديرات مراكز مراقبة دولية بأن الهجوم أدى إلى تدمير منشأة خارجية مرتبطة بتخزين أو معالجة مواد بيولوجية.

-تعطلت الأنظمة الاتصالية والبيئية في أحد المختبرات، ما استدعى إخلاءًا جزئيًا وفرض طوق أمني واسع.

-الكيان الإسرائيلي فرض تعتيماً إعلامياً شاملاً، ومنع تداول أي صور أو معلومات عن الهجوم على هذه المنشأة.

 القيمة الاستراتيجية

يُعد المعهد العصب البيولوجي العسكري للكيان الإسرائيلي. وضربه لا يُشكّل فقط اختراقًا استخباريًا، بل رسالة قوية أن مراكز تطوير أسلحة الدمار غير التقليدي لدى الاحتلال باتت عرضة للإصابة في أي مواجهة شاملة.

كما يمثل تهديده ضربة استباقية استراتيجية، إذ يُشتبه بأن المعهد كان يعمل على برامج استجابة بيولوجية عاجلة تحسّبًا لأي تصعيد إقليمي طويل الأمد.

جاء استهداف المعهد ضمن رؤية شاملة وًضعت في بنك أهداف إيراني معدّ مسبقاً، تضم مراكز القيادة والسيطرة، الردع، القواعد العسكرية، ومراكز إنتاج السلاح النوعي، بهدف شل قدرات الكيان على خوض حرب طويلة أو تصعيد نوعي.

هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة -ضمن خطة دفاعية ذكية- عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور