بينما تتصاعد حدة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والممارسات الاستيطانية لضم أراضي الضفة الغربية وانتزاعها من الفلسطينيين لصالح توسع كيان الاحتلال. يواصل دونالد ترامب بحسب مقال نشر في صحيفة "ذا غارديان" وترجمه موقع الخنادق الإلكتروني، التأكيد على رفضه لضم "إسرائيل" للضفة الغربية، "رافضاً دعوات اليمين المتطرف الإسرائيلي"، في وقت يضغط فيه القادة العرب والأوروبيون لمنع الاعتراف بالمستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. وتتزامن هذه التطورات مع محاولات أمريكية لتقديم خطة "سلام" شاملة للمنطقة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في غزة، والتي خلفت دماراً هائلًا وآلاف الشهداء المدنيين. في الوقت نفسه، تستمر المستوطنات الإسرائيلية في التوسع، ما يهدد إمكانية إقامة دولة فلسطينية ويثير مخاوف دولية واسعة.
النص المترجم:
دونالد ترامب قال إنه لن يسمح ل "إسرائيل" بضم الضفة الغربية المحتلة، رافضاً دعوات بعض السياسيين اليمينيين المتطرفين في "إسرائيل" الذين يرغبون في توسيع السيادة على المنطقة، وهو ما سيجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لا، لن أسمح بذلك ولن يحدث". وأضاف: "لقد اكتفينا حان الوقت للتوقف الآن". وجاءت تصريحات ترامب بينما كان بنيامين نتنياهو يصل إلى نيويورك لإلقاء خطاب أمام الأمم المتحدة يوم الجمعة.
وكان هناك تكهن واسع النطاق في "إسرائيل" وخارجها حول كيفية نية نتنياهو الرد على الاعتراف بفلسطين كدولة في وقت سابق من هذا الأسبوع من قبل كل من المملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا وكندا والبرتغال.
قال مسؤولون في القدس إن أي خطوة يقوم بها نتنياهو سيتم التنسيق بشأنها أولاً مع ترامب. وتشمل الخيارات، بحسب المحللين، الضم الكامل للضفة الغربية، أو ضم أجزاء أصغر مثل شريط من الأراضي على الحدود مع الأردن، أو إغلاق القنصليات البريطانية والفرنسية وغيرها في القدس الشرقية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤولون بريطانيون إنهم يخشون أن يعترف ترامب بالسيطرة الإسرائيلية على المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية انتقاماً من تحركات المملكة المتحدة ودول أخرى.
كان القادة العرب والأوروبيون منخرطين في حملة ضغط مكثفة لضمان ألا يمضي ترامب قدماً في الاعتراف بالمستوطنات في الضفة الغربية. وتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من فصائل اليمين المتطرف التي تشارك في تحالفه الحاكم للمضي في ضم الضفة الغربية، ما أثار قلق القادة العرب، الذي التقى بعضهم بترامب يوم الثلاثاء على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحذرت الدول العربية والإسلامية ترامب من العواقب الخطيرة لأي ضم للضفة الغربية وهي رسالة قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود إن الرئيس الأمريكي "يفهمها جيداً".
نما عدد المستوطنات الإسرائيلية وحجمها منذ أن احتلت "إسرائيل" الضفة الغربية من الأردن في حرب 1967 وفرضت الاحتلال العسكري. وتمتد هذه المستوطنات عميقاً في الأراضي المحتلة مع شبكة من الطرق وبنية تحتية أخرى تحت السيطرة الإسرائيلية، ما يؤدي إلى تقسيم الأرض بشكل أكبر. وحصل مشروع استيطاني إسرائيلي مثير للجدل يُعرف باسم مشروع "إي 1" والذي سيقسم الضفة الغربية المحتلة عملياً ويعزلها عن القدس الشرقية، على الموافقة النهائية في أغسطس. سيمر هذا المشروع عبر أراضٍ يسعى الفلسطينيون لاستغلالها لإقامة دولتهم.
وقال وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش، وهو متطرف، في ذلك الوقت إن «دولة فلسطينية تُمحى من الطاولة".
ويعتبر معظم المجتمع الدولي المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتختلف "إسرائيل" مع هذا الرأي.
بينما يجتمع القادة الدوليون في الأمم المتحدة في نيويورك، قدمت الولايات المتحدة خطة "سلام" للشرق الأوسط من 21 نقطة في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين في غزة.
وقال ترامب، الذي يظل أقوى حليف ل "إسرائيل" على الصعيد الدولي، إنه تحدث مع ممثلين عن دول الشرق الأوسط ومع نتنياهو يوم الخميس، وأن اتفاقاً بشأن غزة قد يحدث قريباً.
وأضاف: "نريد استعادة الرهائن، نريد استعادة الجثث، ونريد أن يكون هناك سلام في تلك المنطقة. أجرينا محادثات جيدة جداً".
وتعرضت "إسرائيل" لإدانة دولية واسعة بسبب حربها على غزة، التي اندلعت بعد 7 أكتوبر عام 2023. وقد تسبب النزاع في دمار واسع ومقتل أكثر من 65,000 فلسطيني، معظمهم من المدنيين. ويشير تقرير أممي لمراقبة الجوع إلى أن جزءاً من الأراضي يعاني من مجاعة.
المصدر: The Guardian
الكاتب: Jason Burke