في إطار عملية "الوعد الصادق 3" التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ردًا على العدوان الإسرائيلي – الأمريكي المشترك ضد أراضيها، استهدفت القوات الجوفضائية الإيرانية عددًا من المواقع العسكرية الإسرائيلية الحساسة في العمق، كان أبرزها القاعدة الواقعة شرق مدينة صفد، والمعروفة باسم "قاعدة غيفع"، والتي تُعد جزءًا من القاعدة الأوسع "ميخفي ألون" (Michve Alon). وقد وثّقت تسجيلات مصوّرة لحظة سقوط صاروخ إيراني قرب الموقع، وتصاعد سحب دخان كثيفة في محيطه.
تعريف الهدف
تقع قاعدة "غيفع" في منطقة جبلية مفتوحة شمال فلسطين المحتلة، وتُصنف ضمن منظومة التدريب والاستيعاب البشري للجيش الإسرائيلي. وهي جزء من قاعدة ميخفي ألون، التي تُعتبر من أهم قواعد التدريب التابعة لجيش الاحتلال في الشمال، وتتبع إداريًا وعسكريًا لـ قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي.
أهميتها
رغم أن القاعدة تُصنّف كموقع تدريبي غير قتالي، إلا أن موقعها الجغرافي يُكسبها أهمية استراتيجية، حيث تقع ضمن نطاق انتشار العديد من المنشآت العسكرية الحساسة، أبرزها:
- معسكر فيلون (Camp Filon): قاعدة تستخدمها وحدات المدفعية والاستطلاع.
- قاعدة بيرانيت (Biranit): قاعدة كبرى تابعة للدفاع الجوي والانتشار على الحدود اللبنانية.
وقد أشارت تقارير إسرائيلية وأجنبية، إلى أن هذه المنطقة تعرضت سابقًا لهجمات من قبل حزب الله خلال مرحلة الإسناد ومعركة أولي البأس، كما جرى نقل بطاريات دفاع جوي إليها، من بينها القبة الحديدية ومنظومات إنذار مبكر.
الوظيفة
تُستخدم أساسًا لتدريب المجندات والمجندين الجدد، خصوصًا من الفئات غير الناطقة بالعبرية، مثل:
- المهاجرين الجدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق،
- يهود الفلاشا من إثيوبيا،
- الدروز، وبعض الجنود العرب أو غير اليهود.
الأجهزة
تضم القاعدة ما يُعرف بـ "أولبان الجيش"، حيث يتلقى المجندّون دورات مكثّفة في اللغة العبرية تمتد بين 6 إلى 10 أسابيع، قبل توزيعهم على وحدات الجيش المختلفة. كما تم نقل بطاريات دفاع جوي إليها، من بينها القبة الحديدية ومنظومات إنذار مبكر.
الحجم
- يُقدّر عدد المجندين الذين يتلقون التدريب في هذه القاعدة سنويًا بين 2,000 إلى 3,000.
- تستقبل بشكل دائم ما بين 400 و600 جندي في كل دورة.
الاستهداف وتاريخه وتأثيره
في سياق الحرب الإيرانية – الإسرائيلية الأخيرة، جاءت ضربة قاعدة "غيفع" كرسالة واضحة بأنه حتى المواقع الخلفية المرتبطة بالتجنيد والتدريب ليست بمنأى عن الاستهداف، خصوصًا عندما تُستخدم كمراكز لدمج القوة البشرية الداعمة للمجهود الحربي.
التأثير والدمار
استهداف هذه القاعدة لا يحمل فقط دلالة عسكرية، بل يضرب في عمق قدرة جيش الاحتلال على التجنيد والتأهيل الداخلي، ويُرسل رسالة ردعية مفادها أن المعركة القادمة لن تقتصر على المواقع الحدودية أو مراكز القيادة، بل ستشمل أيضًا البنية التحتية البشرية والنفسية للجيش.
القيمة
وفق تحليلات من مراكز أبحاث غربية مثل RAND Corporation، فإن "ميخفي ألون" تُعد جزءًا من خريطة البنية التحتية البشرية في الجيش الإسرائيلي، كونها محطة أولى لتصفية وانتقاء المجندين بحسب معايير اللغة واللياقة والقدرة على الاندماج في الوحدات العسكرية المختلفة.
كلفة الخسائر
لم تصدر تقديرات مالية رسمية للخسائر، لكن الضرر الذي لحق بالبنية التحتية للتدريب والتجنيد يُعتبر ذا كلفة عالية على المدى المتوسط والبعيد، بالنظر إلى أن القاعدة تُعالج مرحلة حساسة من تأهيل القوة البشرية في الجيش.
الترميم والوقت
لم تُعلن إسرائيل رسميًا عن خطة ترميم أو جدول زمني لإعادة تأهيل القاعدة، لكن طبيعة دورها التدريبي الحيوي قد تدفع الجيش لتسريع عمليات الإصلاح وإعادة العمل بشكل طبيعي.
تصريحات المسؤولين
لم تصدر تصريحات مباشرة من قادة الجيش الإسرائيلي حول الضربة، لكن مؤشرات إعلامية إسرائيلية أوضحت أن استهداف مواقع خلفية مثل "غيفع" يفتح جبهة جديدة تضغط على قدرات الجيش البشرية والمعنوية.
هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، ضمن رؤية استراتيجية وخطة دفاعية موضوعة مسبقاً، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.
الكاتب: غرفة التحرير