الخميس 28 آب , 2025 03:57

موقع "اكسيوس": ترامب يستنزف مؤسسات أميركا

ترامب يحاول وضع السلطات التنفيذية تحت سيطرته

يسعى ترامب خلال رئاسته الحالية إلى توسيع سلطته والسيطرة على مؤسسات الولايات المتحدة الرئيسية، والتي تستهدف السلطة التنفيذية، القضاء، الإعلام، والكونغرس، إلى جانب التأثير على الأوساط الأكاديمية والشركات الكبرى. يوضح المقال الذي نشره موقع "أكسيوس" وترجمه موقع الخنادق الإلكتروني، كيف استطاع ترامب خلال سبعة أشهر فقط أن يفرض هيمنة واسعة عبر السيطرة على المؤسسات التنفيذية، التدخل في ساحات متنازع عليها مثل الجيش والكونغرس، ومحاولة إضعاف مؤسسات الرقابة المستقلة. كما يسلط الضوء على المقاومة المتبقية من القضاء والإعلام والحزب الديمقراطي، الذي لا يزال يمثل قوة ضاغطة على الرئيس، بالرغم من الضغوط المستمرة. يقدم المقال رؤية لكيفية عمل ترامب وفق استراتيجيات "السيطرة، المواجهة، والمعاقبة" لإعادة تشكيل مشهد السلطة في الولايات المتحدة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل استقلالية المؤسسات الديمقراطية وقدرتها على مقاومة ضغوط السلطة.

النص المترجم:

الرئيس ترامب يختبر تدريجياً، ويضغط، ويستنزف استقلالية المؤسسات الكبرى في الولايات المتحدة، تاركاً القليل من المجالات دون تدخل في سعيه للسلطة المطلقة.

لماذا هذا مهم: في رؤية ترامب لأمريكا، تأتي السلطة فقط بموافقته. إقالة الحاكمة في الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك وهي الأولى من نوعها في التاريخ الحديث تظهر أن استقلالية البنك المركزي الأسطورية لم تعد بمنأى عن التدخل.

في سبعة أشهر فقط، اكتسب ترامب سلطة هائلة باتباع خطة بسيطة: السيطرة على ما يستطيع، ومواجهة ما لا يستطيع السيطرة عليه، ومعاقبة من يعارضه.

قال ترامب للصحفيين يوم الثلاثاء عند مناقشة تهديده بإرسال الحرس الوطني إلى شيكاغو: "لدي الحق في فعل أي شيء أريد القيام به. أنا رئيس الولايات المتحدة".

المؤسسات التي سيطر عليها:

لقد فرض ترامب سيطرة حاسمة على كل جزء من السلطة التنفيذية، تاركًا القليل من مظاهر الاستقلالية في البيروقراطية الفيدرالية.

وزارة العدل: أعلن ترامب نفسه — وليس المدعي العام — "كضابط إنفاذ القانون الأعلى" في أمريكا. وملأ الوزارة بالموالين له الذين يقودون الآن تحقيقات جنائية ضد الديمقراطيين ومسؤولي الاستخبارات في عهد أوباما ونقاد آخرين لترامب.

المجتمع الاستخباراتي: سُحبت التصاريح الأمنية من المشتبه بهم بالتسريب، وتم تقليص طاقم الاستخبارات بشكل كبير. وأقال وزير الدفاع بيت هيغستيث رئيس وكالة الاستخبارات الدفاعية بعد تقييم أولي له يشير إلى أن ضربات ترامب لإيران كانت أقل نجاحاً مما ادعى.

بأمر تنفيذي نقل جميع الهيئات التنظيمية تحت سيطرة البيت الأبيض، مما ألغى عقوداً من الاستقلالية ومكّن من تقليص دور مكتب حماية المستهلك ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية. وأقال ترامب أكثر من 20 مفتشاً عاماً مسؤولين عن الرقابة الداخلية، بالإضافة إلى رئيس مكتب إحصاءات العمل.

واشنطن العاصمة: سيطر ترامب حرفياً على معظم العاصمة، ناشراً الحرس الوطني، مستحوذاً على مركز كينيدي وملوحاً بالتهديد للمتحف الوطني بشأن ما يعتبره "محتوى مناهض لأمريكا"، مثل صور المهاجرين غير الشرعيين يعبرون الحدود.

ساحات معركة متنازع عليها:

هذه المجالات تتعرض لتدخل مستمر، لكن ترامب لم يحقق السيطرة الكاملة عليها بعد.

الجيش: أقال ترامب كبار الجنرالات وطلب من المرشحين الجدد لرتب الأربعة نجوم مقابلته. وألقى خطابات حزبية قوية في أماكن عسكرية كانت تاريخياً غير سياسية، وأمر بإنشاء وحدات خاصة من الحرس الوطني لاستخدامها في إنفاذ القانون المحلي.

الكونغرس: قوض البيت الأبيض سلطات الهيئة التشريعية الأساسية بشأن الرسوم الجمركية والإنفاق والحرب، متجاوزاً النواب من خلال إعلانات الطوارئ أو المعارضة الصريحة. وهدد المعارضين وطلب من تكساس إعادة رسم الخرائط الانتخابية لإضافة خمسة مقاعد للحزب الجمهوري.

الأوساط الأكاديمية والقانونية: استخلصت إدارة ترامب أكثر من مليار دولار من الجامعات المرموقة ومكاتب المحاماة، مستغلة التمويل الفيدرالي الضخم للضغط على مراكز القوة الليبرالية.

أمريكا الشركاتية: يصور ترامب نفسه كرئيس كل مجالس الإدارة، متدخلاً بشكل روتيني في القطاع الخاص بتهديدات الرسوم الجمركية والمضايقات والإجراءات التنظيمية.

المقاومة المتبقية:

هذه المؤسسات لا تزال تعمل كضوابط، حتى لو كان ترامب يحاول تقويضها.

المحاكم: جمد القضاة الفيدراليون العشرات من سياسات ترامب الأكثر عدوانية وانتقدوا الترهيب، ومع ذلك صعد البيت الأبيض هجماته على القضاة "المتمردين"، مختبراً قدرة القضاء على الصمود تحت الضغط المستمر.

الإعلام: تستمر وسائل الإعلام الكبرى في التحقيق وكشف التناقضات في رئاسة ترامب، حتى مع تقليص الوصول، وتهديدات الإجراءات التنظيمية ضد البث، وتعزيز الأصوات الموالية في الصحافة.

الحزب الديمقراطي: رغم عدم شعبيته، يظل الديمقراطيون قوة معارضة شرعية يستخدمون جلسات استماع في الكونغرس، والدعاوى القضائية، وحكومات الولايات لمواجهة ترامب. وصف مسؤول بالبيت الأبيض، ستيفن ميلر، الحزب يوم الاثنين بأنه "منظمة متطرفة داخلية"، تمهيداً لاحتمال القمع قبل انتخابات التجديد النصفي 2026.

قال المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي: "الانتقام الوحيد للرئيس هو النجاح والإنجازات التاريخية للبلاد". وأضاف: "بينما استغلت إدارة بايدن نظام العدالة بشكل فاسد لملاحقة خصوم سياسيين وقمع حرية التعبير، ستواصل إدارة ترامب استخدام كل أداة قوة تمنحها السلطة التنفيذية، بشكل قانوني، لوضع الأمريكيين وأمريكا أولاً".

كل مؤسسة سواء تم السيطرة عليها، أو متنازع عليها، أو تقاوم فهي تعمل تحت ظل ترامب.


المصدر: Axios

الكاتب: Zachary Basu




روزنامة المحور