هاجمت القوة الجوفضائية في حرس الثورة الإسلامية بالصواريخ، في 16 حزيران / يونيو 2025، هدفاً مهماً للكيان المؤقت في حي بني براك الذي يعد أحد مناطق شرق تل أبيب. وكالعادة، حاول كيان الاحتلال الإسرائيلي التستّر عن الخسائر الحقيقة له جرّاء هذا الهجوم، زاعماً بأنه أصاب "هدفاً مدنياً"، ليخف حقيقة تواجد منشآته العسكرية والحيوية داخل المستوطنات. ويعدّ حي بني براك أحد أبرز الأحياء الحريدية الكثيفة بالمستوطنين شرق تل أبيب.
أهميته
_يُعتبر من أهم المراكز الدينية والعقائدية اليهودية في كيان الاحتلال، حيث يحتل المرتبة العاشرة عالميا من حيث "الكثافة السكانية"، وهو المركز الديني اليهودي الأكبر في العالم، إذ إن 90% من مستوطنيه ينتمون الى التيارات الدينية اليهودية المتطرفة، ويبلغ عددهم أكثر من 200 ألف مستوطن.
_يعدّ هذا الحي معقل الأحزاب المتطرفة التي كانت ضمن الائتلاف الحكومي مثل "يهدوت هتوراة" و"شاس"، وهو يضم بعض المؤسسات والمكاتب ووسائل الاعلام التابعة لهذه الأحزاب.
أبرز المعلومات عنه
_تأسس سنة 1924، في فترة الانتداب البريطاني لفلسطين، وقد كان حيا صغيرا لكنه توسّع على حساب قرية "الخيرية" التي هُجر أهلها على يد العصابات الصهيونية التي احتلت فلسطين سنة 1948.
_يقع في منطقة دان إحدى ضواحي مدينة تل أبيب وسط فلسطين المحتلة، ويحده من الشرق مدينتا بتاح تكفا وجفعات شموئيل، ومن الغرب والجنوب رامات غان، ويرتفع عن مستوى سطح البحر 10 أمتار فقط. ويمر طريق غابوتنسكي السريع - أحد أكبر الطرق في الكيان – عبر هذا الحي وحدوده، مما أضفى عليه موقعا مميزا.
_عند تأسيسه، كانت مساحته تبلغ حوالي 1 كيلو متر مربع، لكن المستوطنة توسعت حتى بلغت مساحتها عام 2025 أكثر من 7 كيلومتر مربع.
_ يحافظ مستوطنو المدينة على عطلة السبت والأعياد اليهودية، وتُشل الحركة فيها كليا، وتغلق الشوارع بالحواجز، ويمنع بيع الأجهزة الخلوية الذكية فيه.
_يحوي الحي 15 برجاً، كما يوجد فيه مصنع تعبئة كوكاكولا والمقر الرئيسي للعديد من الشركات مثل شركة بيت الاستثمار "ميتاف داش"، وشركة الائتمان "ماكس إت فاينانس"، ودار النشر "كيبوتس هاميوحاد"، ولا يُتستبعد وجود مقرات فيه تابعة لأجهزة الاستخبارات في الكيان كالموساد.
_تنتشر في المدينة المدارس والمعاهد الدينية (يشيفوت)، التي يدرس فيها أكثر من 50 ألفا من الطلبة الحريديم، ويزداد عددهم كل سنة بنسبة 10% تقريبا.
_هُوجم هذا الحي مرات عديدة من قبل فصائل وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان، عبر العمليات الاستشهادية أو الصاروخية.
الاستهداف وتأثيره
_حصل الاستهداف في ساعات الفجر من 16 حزيران / يونيو.
_كان الهجوم ضمن حملة أوسع استهدفت تل أبيب وبيتاح تكفا وحيفا، وأسفرت عن وقوع 8 قتلى إجمالًا، أحدهم في هذا الحي بني براك.
_أدى الهجوم الى وقوع أضرار جسيمة في العديد من المباني. وأصبحت بعض المنشآت غير صالحة للاستخدام، وقدّرت قيمة الخسائر بحوالي 30 مليون شيكل (8 مليون دولار تقريباً).
_ كان لهذا الهجوم تأثيره المعنوي الكبير على المجتمع المتطرّف الذي ظن بأن قرار العدوان على إيران هو أمر لا يتبعه أي تداعيات عليه.
هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، ضمن رؤية استراتيجية وخطة دفاعية موضوعة مسبقاً، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.
الكاتب: غرفة التحرير