الإثنين 30 حزيران , 2025 03:00

إبراهام كوبر: عراب التطبيع بين سوريا و"إسرائيل"

إبراهام كوبر أحد أدوات الضغط الأميركية

يُعد الحاخام إبراهام كوبر من أبرز الشخصيات الناشطة في مركز "سيمون فيزنتال"، وهو مركز يهودي أميركي يدّعي الاهتمام بـ "حقوق الإنسان" ومحاربة "الكراهية"، لكنه يُعرف فعلياً بأنه أداة ضغط ناعمة تستخدم لتقييد الانتقادات الموجهة لكيان الاحتلال.

يشغل كوبر منصب نائب رئيس المركز، ويقود فيه برامج تتعلق بمراقبة "خطاب الكراهية" عبر الإنترنت، خلال عمله يسعى كوبر لدعم الرواية الصهيونية واستهداف أي خطاب مناهض للاحتلال.

الأنشطة واللقاءات الرسمية

لعب دوراً مبكراً في تهيئة الأرضية للتطبيع بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية، وخصوصاً الإمارات، بالإضافة إلى محادثات مع السعودية. وهذا الدور كان حتى قبل الإعلان الرسمي عن "اتفاقيات ابراهام" في عام 2020.

في حزيران/يونيو 2025، زار كوبر سوريا كجزء من وفد أميركي، والتقى كلاً من رئيس النظام السوري المؤقت أحمد الشرع الجولاني. ووزير الخارجية هشام الشيباني. جاءت هذه الزيارة في إطار مساعي "اتفاقات ابراهام" لإقامة التطبيع مع كيان الاحتلال، وهو ما صرّح به كوبر حيث قال إن "القيادة السورية الحالية قد تكون مؤهلة للدخول في عملية سلام إقليمي". وبحسب التقارير الإسرائيلية طرح كوبر على المسؤولين السوريين "مبادرات تعاون" مع الاحتلال في مجالات المياه والزراعة، لأنه وبحسب قوله قد دهش من كثرة الأراضي القاحلة في سوريا.

المواقف السياسية والتوجهات

داعم كامل لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك ضم الجولان، والإبادة الجماعية في غزة.

يهاجم باستمرار إيران وحركات المقاومة مثل حزب الله وحركة حماس، ويربط أي دعم للمقاومة بالإرهاب.

يدعو إلى تضييق المجال الرقمي أمام الأصوات المعارضة ل "إسرائيل"، عبر ضغوط على شركات التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي.

ينشط في بناء العلاقات مع الأنظمة العربية في طور التطبيع مع الكيان قبل أن يصبح الموضوع رسمياً.

رغم ادعائه الدفاع عن "حقوق الإنسان"، لم يُسجَّل لكوبر أي موقف يدين فيه جرائم "إسرائيل" في غزة، أو الاعتداءات على المقدسات.

في المقابل، يربط دائماً بين العرب والإرهاب، ويُبيّض صورة الاحتلال بوصف أعماله بأنها تحت مسمى "الدفاع عن النفس".

استغلال منصبه

يستغل كوبر كونه شخصية تحمل مسمى ديني "حاخام"، ليسوق للأجندات السياسية الأميركية والإسرائيلية في المنطقة. ويمثل نموذجاً للصهيونية الناعمة التي تتسلل إلى المجتمعات وتحدث خرقاً فيها عبر الترويج "للسلام والتسامح" مع الكيان القاتل للأطفال.

علاقته باللوبيات في الولايات المتحدة

مركز "سيمون فيزنتال" أداة ضغط بغطاء حقوقي وكوبر هو نائب رئيس المركز، والذي يُعد أحد الأذرع غير التقليدية لـ "اللوبي الإسرائيلي" في الولايات المتحدة. ورغم أن المركز لا يُصنّف رسمياً ضمن مجموعات الضغط السياسي، إلا أنه يمارس تأثيراً فعلياً عبر:

-حملات ضد الأصوات المناهضة للكيان في الإعلام والجامعات.

-تقديم تقارير دورية للكونغرس حول "معاداة السامية".

-الضغط على شركات التكنولوجيا لحظر المحتوى المناهض للاحتلال.

كما شارك كوبر في فعاليات ومؤتمرات منظمة "أيباك"، وتربطه علاقات تنسيقية مع:

-رابطة مكافحة التشهير: حيث يتقاطع معها فيما يسمّى "مكافحة الكراهية"، وخصوصاً على الإنترنت.

-المؤتمر اليهودي العالمي: يشارك معهم في محافل دولية تُعنى بتلميع "صورة إسرائيل".

-منتدى الحوار اليهودي – المسيحي: الذي يستخدمه اللوبي لاستقطاب الدعم المسيحي ل "إسرائيل".

التمويل والعلاقات السياسية

المركز الذي ينتمي إليه كوبر يتلقى تمويلاً من مانحين نافذين مرتبطين باللوبي الإسرائيلي، مثل عائلة برنارد ماركوس الذي توفي عام 2024 وآخرين. بالإضافة إلى علاقاته مع شخصيات في الحزبين الجمهوري والديمقراطي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور