17:19 بتوقيت القدس المحتلة
من قلب كوينز في نيويورك، يخرج زهران ممداني، الشاب المسلم من أصول جنوب آسيوية، ليعيد رسم خريطة السلطة في واحدة من أعقد المدن الأميركية سياسياً واجتماعياً. يُتوقع أن يفوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، بعد أن أظهرت التقديرات الأولية تفوقه الكبير على باقي المرشحين، ما دفع شخصيات وإعلاميين، من بينهم دونالد ترامب والصحف العبرية، إلى التعبير عن امتعاضهم وقلقهم من صعوده.
خلفية شخصية وسياسية
زهران ممداني، من مواليد أوغندا، لعائلة مسلمة شيعية، نشأ في أحياء الطبقة العاملة بنيويورك يبلغ من العمر 33 عاماً، وإذا انتخب لمنصب عمدة نيويورك فسيكون أصغر عمدة في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1917. يعمل حالياً كعضو في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي عن منطقة كوينز، ويعتبر من أبرز الأصوات التقدمية في المدينة. يتميز بخطابه الصريح المناهض للرأسمالية، ودعمه العلني لحقوق الفلسطينيين، إضافة إلى مواقفه الرافضة لسياسات الشرطة التمييزية.
مسيرته وأولوياته
صعد نجم ممداني مع الموجة التقدمية التي اجتاحت الحزب الديمقراطي، إلى جانب شخصيات مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز. يركّز في برنامجه على قضايا الإسكان، العدالة الاجتماعية، الرعاية الصحية، وتقليص ميزانيات الشرطة. كما لا يخفي موقفه الداعم للقضايا العربية والإسلامية، وقد رفض علناً تصنيف حركة "بي دي اس" كحركة "معادية للسامية"، ما أكسبه دعم الجالية المسلمة وتيار اليسار.
قلق المحافظين ويمين نيويورك
ترشحه لمنصب عمدة المدينة أثار غضب اليمين الأميركي. وفي تصريح غاضب، قال ترامب إن “نيويورك تتجه نحو كارثة إذا حكمها رجل يدعم الإرهابيين"، في إشارة إلى مواقف ممداني الداعمة للقضية الفلسطينية. هذا التوتر يعكس قلق المؤسسة التقليدية من صعود مرشح يؤمن بإعادة هيكلة النظام السياسي القائم، ويشكك في سرديات الأمن القومي الأميركية المرتبطة بالمسلمين. ويدعو إلى إنهاء الدعم غير المشروط للكيان، وهو ما جعله محط أنظار الإعلام الصهيوني والأميركي على حد سواء.
ماذا قالت "هآرتس"؟
هآرتس وصفت ترشّحه وفوزه المحتمل بأنه "تغيير دراماتيكي في مزاج مدينة نيويورك".
وأشارت إلى أن زهران لا يخفي دعمه لفلسطين، ويهاجم سياسات "إسرائيل" بلا مجاملة، ويمثّل تياراً تقدمياً داخل الحزب الديمقراطي يزداد نفوذاً.
لماذا هذا القلق؟
نيويورك تضم أكبر جالية يهودية خارج "إسرائيل"، وهي مدينة لها وزن ضخم في القرار الإعلامي والسياسي والاقتصادي الأميركي. ووجود شخصية سياسية مسلمة على رأس بلدية المدينة، تعتبره الأوساط الصهيونية تهديداً معنوياً. وتخشى أن يساهم ذلك في تشجيع الخطاب المناصر لفلسطين.
ما أهمية فوزه بمنصب عمدة نيويورك؟
عمدة نيويورك يعتبر ثاني أقوى منصب محلي في أميركا بعد حاكم كاليفورنيا
من هذا المنصب، يُبنى نفوذ شعبي وإعلامي يمكن أن يدفعه لاحقاً ليصبح:
-عضو كونغرس
-مرشحاً محتملًا لنائب الرئيس
-وزيراً للخارجية الأمريكية أو وزارة العدل أو وزارة الأمن القومي
-صانع قرار في الحزب الديمقراطي التقدمي
فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك سيكون بالفعل خطوة مهمة جداً تفتح أمامه الباب لمناصب أكبر.
الكاتب: غرفة التحرير
