هاجمت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله في 21-11-2024، في إطار سلسلة عمليّات خيبر، وبنداء "لبيك يا نصر الله"، للمرة الأولى، قاعدة حتسور الجوية شرقي مدينة أشدود، بصليةٍ من صواريخ كروز النوعية.
فما هي أبرز المعلومات حول هذه القاعدة؟
_قاعدة جناح جوي رئيسي (الجناح 4 – كناف 4)، وتحتوي على تشكيل استطلاع وأسراب من الطائرات الحربية. كما تم فيها بناء مركز عمليات مشترك للجيش الأمريكي وجيش الاحتلال الاسرائيلي سنة 2021.
_ هي إحدى قواعد سلاح الجو الإسرائيلي ذات الأهمية التاريخية واللوجستية في وسط / جنوبي فلسطين المحتلة، وقد لعبت دورًا محوريًا منذ زمن الانتداب البريطاني وحتى العصر الحاضر.
_تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم.
_إحداثياتها: 31.760335045876154, 34.73263582517668
للذهاب الى موقعها الجغرافي عبر موقع Google Maps.
_سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها في 15 آذار / مارس 1948، بعد انسحاب جيش الاحتلال البريطاني منها.
_ تقع القاعدة بالقرب من كيبوتس حتسور أشدود في المنطقة التي تُصنَّف إدارياً ضمن المحافظة الجنوبية، على ارتفاع يقارب 45 متراً فوق سطح البحر.
_للقاعدة ثلاثة مدارج رئيسية مع أسطح إسفلتية وطول مدرج يتراوح حوالي 2,400 متر، ما يسمح لها باستقبال طائرات مقاتلة تكتيكية وطائرات نقل متوسطة الحجم.
الساحة الجوية المحيطة تُعدّ ملائمة لعمليات متعددة بما في ذلك الإقلاع والهبوط المتزامن وتناوب العمليات بين أسراب مختلفة عند الحاجة.
_ تضم 4 أسراب: سرب جمع معلومات استخباراتية، سرب طائرات دون طيار من نوع Orbiter 4، سرب الطائرات بدون طيار الأول من نوع هيرون – 1، وسرب التدريب القتالي مع جهاز محاكاة لمختلف طرازات طائرات F-15 وF-16. كما تضم هذه القاعدة وحدات دعم ووحدات دفاع جوي (بطاريتا مقلاع داوود وبطارية قبة حديدية).
_ تتضمن القاعدة مرافق دعم لوجستي وورش صيانة ومخازن ذخيرة ومبانٍ إدارية وسكنية لأفراد الخدمة الدائمة والاحتياط؛ كما توجد أماكن للتدريب والتعليم الفني والعسكري.
_ نشأت القاعدة في عهد الانتداب البريطاني سنة 1942 تحت اسم RAF Qastina، وقد استُخدمها آنذاك سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) واستضافت طائرات شحن ونقل، فكسبت أهمية تشغيلية خلال الحرب العالمية الثانية والسنوات اللاحقة.
وعقب انسحاب القوات البريطانية في خريف 1947 وبداية سنة 1948، استولت عليها عصابات الهاغاناه وأصبحت جزءًا من بنية سلاح الجو الإسرائيلي الناشئ، وتمت تسميتها حتسور نسبة إلى الكيبوتس المجاور.
وخلال تاريخها استضافت العديد من الأسراب المقاتلة الشهيرة في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي، من ضمنها أسراب طائرات قديمة مثل السبيتفاير والموستانغ في سنوات الخمسينات والستينات، ثم طائرات فرنسية مثل المسيتير، ولاحقًا طرازات أمريكية وفرنسية مطوّرة وإسرائيلية الصنع مثل فانتوم F-4 Kfir، وفي العقود الأخيرة طرازات F-16. كانت القاعدة تقليديًا واحدة من قواعد "السلاح الأول" حيث تُركز على أسراب المقاتلات المتطورة، وقد نُقل جزء من تلك الوحدات أو أُعيد تموضعها عبر السنوات نتيجة تغيّر إستراتيجيات التوزيع الجغرافي للقوى الجوية.
لكن خلال السنوات الأخيرة طرأ تغيير جوهري على دور هذه القاعدة؛ ففي أوائل العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين تم نقل العديد من أسراب المقاتلات المأهولة مثل أسراب F-16) إلى قواعد أخرى مثل رامات دافيد)، وبات الهدف من قاعدة حتسور يتركز أكثر على طائرات الدوريات، الطائرات المُسيرة (UAVs)، ومنظومات الدفاع الجوي وبعض مهام الدعم والاحتياط.
وانخفض الحضور الجوي القتالي المأهول في القاعدة بدرجة كبيرة منذ 2021، بينما حافظت على قيمة لوجستية واستيطانية للعمليات وكموقع للتدرّب والاحتياط. هذا التغير يعكس تعديلات في سياسة تمركز القوات الجوية الإسرائيلية لتوزيع القدرات بحسب التهديدات الإقليمية والاحتياجات التشغيلية.
_تكمن أهمية هذه القاعدة بأن موقعها الوسطي/الجنوبي يجعلها نقطة انطلاق مناسبة للمهام تجاه الجبهات الجنوبية والوسطى، وهي قادرة على استيعاب أفواج قوات وتوفير تغطية دعم أرضي-جوي؛ كما أنّ بنيتها التحتية القديمة الناضجة تُسهِم في سرعتها التشغيلية.
الكاتب: غرفة التحرير