تُعدّ كريات شمونة واحدة من أبرز مدن الكيان الإسرئيلي في شمال فلسطين المحتلة، إذ تشكّل المركز الإقليمي للمستوطنات المحيطة بها من حيث الخدمات الصحية والصناعة وخدمات الأعمال والتجارة. وتبلغ مساحتها نحو 14.75 كيلومتر مربع، أي ما يوازي أربعة أضعاف مساحة مدينة صور في جنوب لبنان.
منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، شكّلت هذه المدينة هدفاً رئيسياً للمقاومة الإسلامية في لبنان، حيث تعرّضت لاستهداف شبه يومي بالصليات الصاروخية. ونتيجة لذلك، تحوّلت فعلياً إلى مدينة غير صالحة للسكن، ووصفها أحد المواقع الإسرائيلية بأنها أشبه بـ"مدينة أشباح"، بعدما فقدت قدرتها على تلبية احتياجات المناطق الأخرى إلا في حال خضوعها لعمليات ترميم شاملة.
أهمية ما جرى في كريات شمونة تكمن في أنها ليست مجرد مدينة استيطانية، بل مؤشر استراتيجي على الاستقرار الأمني في الشمال. فمع نزوح نحو 23 ألف مستوطن من سكانها خلال معركة أولي البأس (علماً أن عدد سكانها بحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي حتى نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023 بلغ 23,515 مستوطناً)، بدا جلياً أن إجلاء هؤلاء يمثّل ضربة كبرى للمشروع الاستيطاني في الجليل الأعلى. هذا النزوح تزامن مع أزمات إضافية، أبرزها تهديد بعض الفنادق التي تستضيف المستوطنين بإخلائهم، ربما خشية من عدم إقرار حكومة نتنياهو المستحقات المالية المطلوبة.
تحتوي المدينة على قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال، ما يجعلها هدفاً استراتيجياً بالغ الأهمية. وقد استهدفتها المقاومة الإسلامية عشرات المرات خلال معركة طوفان الأقصى، وهو ما تسبّب في تهجير أغلبية سكانها منذ الأيام الأولى للمعركة.
وفي إطار الردّ على الاستباحة الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين في لبنان وفلسطين، قصفت المقاومة الإسلامية يوم الخميس 10/10/2024 كريات شمونة بصلية صاروخية كبيرة، لتؤكد دورها في إسناد غزة ومقاومتها، والدفاع عن لبنان وشعبه.
الكاتب: غرفة التحرير