الخميس 03 تموز , 2025 03:51

ديمونا بداية المؤامرة: كيف خدعت "إسرائيل" كينيدي وقادت حربًا سريّة ضد النووي الإيراني؟

جون كينيدي والبرنامج النووي الإسرائيلي

منذ لحظة تأسيس الكيان المؤقت عام 1948، لم يكن الطموح النووي مجرد مشروع تقني، بل خيارًا استراتيجيًا لبناء تفوق دائم في منطقة شهدت ولا تزال صراعًا مريرًا مع هذا الكيان المحتل. هذا التوجه واجهة معارضة غير مسبوقة من الرئيس الأمريكي جون كينيدي، الذي اعتبر أن امتلاك إسرائيل لسلاح نووي يقوّض نظام عدم الانتشار العالمي ويهدد الأمن الإقليمي. لم يكتفِ كينيدي بالتحذير، بل مارس ضغوطًا دبلوماسية حقيقية لوضع منشأة ديمونا تحت رقابة دولية.

ورغم كل هذه المحاولات، فشلت الولايات المتحدة – آنذاك – في كبح جماح المشروع النووي الإسرائيلي، نتيجة لإصرار الكيان المؤقت على عدم التراجع، ودور اللوبي الصهيوني داخل واشنطن. لكن اللافت، أن الكيان المؤقت الذي رفض إخضاع مفاعله للتفتيش الدولي، تحوّل اليوم إلى لاعب نشط في استهداف البرامج النووية لدول أخرى في الشرق الأوسط، أبرزها إيران. فهل نحن أمام نموذج من "الازدواجية النووية" يمارسه الكيان تحت مظلة الغموض والدعم الأمريكي؟

يتناول هذا البحث المرفق أدناه

- جذور الصراع بين إدارة كينيدي والكيان المؤقت حول مشروع ديمونا.

- دور اللوبي الصهيوني في إجهاض الرقابة الأمريكية.

- فرضية اغتيال كينيدي بسبب موقفه النووي.

- المفارقة التاريخية: من رفض التفتيش، إلى ممارسته بالقوة ضد الآخرين.

الاستنتاجات التي توصّلت إليها الدراسة:

- كان كينيدي أول وآخر رئيس أمريكي يربط بوضوح بين الدعم للكيان المؤقت وشفافية ديمونا.

- اللوبي الصهيوني نجح في إجهاض محاولات الرقابة، وتحول لاحقًا إلى قوة تشريعية وإعلامية قادرة على التأثير في السياسات الخارجية.

- اغتيال كينيدي – سواء ثبت ارتباطه المباشر بالكيان المؤقت أم لا – شكّل نقطة انهيار لمشروع الرقابة على ديمونا.

- ازدواجية المعاير لدى الكيان المؤقت في الملف النووي تهدد منظومة عدم الانتشار، وتُظهر غياب العدالة والمعايير الدولية في التعاطي مع قضايا الأمن الإقليمي.

بينما رفض الكيان المؤقت لسنوات إخضاع منشآته لأي تفتيش دولي، أصبح لاحقًا أحد أبرز الفاعلين في ضرب برامج الآخرين:

- في 1981، قصف مفاعل تموز العراقي.

- في 2007، دمّر مفاعل الكُبر السوري.

- منذ 2010، شنّ سلسلة هجمات سيبرانية (مثل ستاكس نت) ضد منشآت نطنز الإيرانية.

- اغتال علماء إيرانيين مثل فخري زاده.

يبرر الكيان هذه الأعمال بأنها دفاع استباقي، وفق مبدأ بيغن. لكنه في الواقع يمارس ازدواجية استراتيجية، حيث يحتفظ بترسانة سرية، ويمنع غيره من مجرد التخصيب.

إنّ سلوك الكيان المؤقت يعكس أعلى درجات الازدواجية النووية: فهو يتمسك بحقه في امتلاك ترسانة نووية غير خاضعة للتفتيش، بينما يحارب بشراسة أي محاولة من دول الجوار – خصوصًا إيران – لتطوير برنامج نووي، حتى وإن كان سلميًا. وقد نجح في تحويل برنامجه النووي إلى "تابو سياسي" دولي محمي أمريكيًا، في حين حوّل البرنامج الإيراني إلى ذريعة للتهديد المستمر، والاعتداءات، والاغتيالات، والضغوط الدولية.

أمام هذا المشهد، يبقى الموقف الدولي صامتًا أو متواطئًا. والولايات المتحدة، التي كانت ذات يوم تسعى لمنع الكيان المؤقت من امتلاك القنبلة، باتت اليوم تبرر له كل الضربات تحت شعار "منع إيران من الحصول على سلاح نووي".

لذلك من الضروري وفقا للمتغيرات والظروف الحالية:

- ضرورة فتح أرشيف الوثائق الأمريكية والإسرائيلية لكشف الدور الحقيقي للموساد في ملف كينيدي.

- إعادة النقاش حول ترسانة الكيان المؤقت النووية ضمن مؤسسات الأمم المتحدة.

- مطالبة بتطبيق مبدأ المساواة في تطبيق معاهدة حظر الانتشار على جميع دول الشرق الأوسط، بما فيها الكيان المؤقت.

لتحميل الدراسة من هنا





روزنامة المحور